Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Le blog de Amani

Le blog de Amani

Des passages inspirants de la littérature et de la poésie ❤


روبرت غرين- قواعد السطوة

Publié par Amani sur 1 Septembre 2019, 17:00pm

أغلب الناس يرغبون في السطوة والمجد، لكن تصور الكثيرين منهم عن السطوة التي يريدونها ووسائل تحقيقها تكون حالمة ومشوشة وغير واقعية، لأنهم يستمدونها من انطباعاتهم الخيالية عن حياة العظماء من القادة والنجوم ومن ظنهم أن النبل والتألق والاقتدار التي يظهرها القادة جميعًا في ذروة مجدهم هي سمات مميزة لهم من بداياتهم وأنها السبب فيما يحققونه من مكانة وتقدير بين الناس. وتتأكد هذه الصورة الخيالية من كتب المساعدة الذاتية التي تصمع من هذه الانطباعات أساطير تستمد منها ما تعتبره «سر النجاح»: أي أنك إن اكتشفت هذا القائد النبيل والمتألق الذي يكمن في داخلك ورعيته وأظهرته وجادلت الناس به بجرأة ووضوح يقدرونك ويلتفون حولك. لكن غالبًا ما يصطدم أولئك الحالمون بالواقع الذي يبين لهم بقسوة ما قاله الرئيس الأمريكي الراحل كالفن كولدج بأنه «لا يوجد في العالم أكثر من الموهوبين الذين يفشلون». الحالمون الذين يتألقون بنبلهم أي بصدقهم وعزمهم وإصرارهم خاصة إن كانت لديهم عبقرية بارزة لا يُشعرون الناس بالثقة والألفة والإكبار كما تقول كتب المساعدة الذاتية بل بالدونية والتهديد والحسد، وفي أحسن الأحوال إن لم يصبهم الأذى والاضطهاد يشعرون بأنهم غرباء عن واقعهم وعصرهم، وهذا هو جوهر الفشل لأن السطوة تكمن في أن تكون مثالًا شفافًا ومعبرًا لتطلعات عصرك وأن تكون كالمرآة التي تعكس أعمق تمنيات الناس من حولك، وأن لا تنطوي أبدًا على أفكارك الخاصة: فالأفكار البارعة كالأزياء البارعة تُصنع لتناسب عصرها وجمهورها وليس لتناسب ذوق صانعيها. 


هناك آخرون يدركون تمامًا أن السطوة نادرًا ما تأتي من محاولات تغيير الواقع؛ بل من تغييرك لنفسك لتلائم الواقع، وأن تصبح جزءًا من نسيجه وتعرف كيف تحركه وتتحرك معه. لكن الكثيرين من أولئك الواقعيين لا يفرقون بين السطوة والقهر ويعتبرونهما شيئًا واحدًا؛ فيبرزون أنفسهم بإضعاف من حولهم وبالتقرب من مراكز السطوة بالقسوة والحيلة والتملق وبأي قناع يحقق لهم أهدافهم. ويصبحون كالمرض الذي لا ينتعش إلا بإضعاف الجسد ناسين أن للمجتمعات أيضًا مناعة وللتاريخ إيقاع يجعله يتخلص من الطفيليين والانتهازيين. سطوة الشد والقهر تشبه الإدمان تعطي لذة مؤقتة وإحساسًا زائفًا بالذات ينتهي حتمًا بعواقب وخيمة. 
للجدل والقسوة أدوار محددة في عالم السطوة؛ واستخدامهما بشكل جامد لإرضاء الناس أو قهرهم يجعلك كالمثل الذي يستخدم حيل مكرورة لإضحاك الناس أو إبكائهم ولكن مع التكرار سيستهلك الجمهور وفي النهاية يلفظونك. لا بديل لمن يريد سطوة راسخة ومزدهرة عن فهم الناس والأحداث وبراعة التصرف حسب مقتضيات الموقف والمرحلة والعصر. ولتعلم أن حب الناس لك أو خوفهم منك ليس إلا مشاعر، وأن المشاعر عابرة كالزبد وتنهار بمن يؤسس عليها سطوته ولا تدوم إلا العلاقات التي تقوم على المنفعة والمصالح.. ولتذكر أنه: إن كانت البراعة لازمة لك لكي تحقق سطوتك؛ فإنها لازمة لك أكثر لكي تحافظ عليها  ولا تجعل أبدًا غرور الحالمين والمستبدين يقنعك بغير ذلك.

روبرت غرين 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article

Archives

Nous sommes sociaux !

Articles récents